العرض في الرئيسةرياضة
عبدالكريم هتاري .. اسما صنفته كرة القدم أسطورة وتتذكره بأروع صورها
يمنات – خالد هيثم
كثيرون لا يعرفون القيمة الحقيقة لكثير من نجوم كرة القدم وكيف كان عطاءهم وقدراتهم تفوق أي وصف مع غياب التوثيق المصور عبر الفيديوهات ، لهؤلاء الذين جاءت سنواتهم دون تصوير واكتفت بالفوتوغرافي وبالنسبة الأدنى والمعدومة.
عبدالكريم هتاري الذي قال لي بعض من شاهده وزامله أنه قصة لاعب موهوب كان يفترض أن يسير بخطى أبو الكباتن علي محسن مريسي في تلك الفترة .. يتحدثون عليه بأنه فلتة جاب بها الزمان في فترة الستينات والسبعينات .. لاعبا فذ وفريد بألوان شباب التواهي ثم الميناء في آخر الأوقات وبينهما رحلة طيبة بألوان المنتخب العدني الذي حلق في فضاءات العرب في أكثر من مناسبة ، برفقة جيل متميز لا أجد قدرة تفصيل بعض أسماءه تجنبا للخطاء وتشوية تاريخ وحقبة زمنية ذات شان بالجودة الكروية التي افتخرت بها عدن لسنوات طويلة وسأذكر منهم “بوجي خان ،عبدالرب يافعي ،هاشم عزيز، سليمان طربوش ،عبدالقوي طميش ، عبدالله جامع ،نجيب راجح “.
مرت الشهور ومع اقتراب سنوية فراق هذا النجم الكبير جدا في تاريخ كرة القدم العدنية على وجه التحديد .. ومثلما عاش سنوات عمره الأخيرة في سكة نسيان وتجاهل وتنكر من قبل كل من عرفه .. فقد مرت السنوية لهذا الهتاري .. ومن لا يعرف الهتاري يسال عنه زملاء جيله رفاق دربه من لعبوا مع كرة القدم بألوان شباب التواهي .. ليعرف انه من ابرز وأفضل من تعامل معها وقدم فيها مستويات ذات صلة بكبارها وأساطيرها وعمالقتها .
قبل اندلاع الحرب الظالمة وقبل أن يفكر الغزاة الجدد في الذهاب إلى الجنوب وعدن لفرض هيمنتهم الهمجية عليها .. التقيت “الفقيد” رحمة الله تغشاه في مقهى ردفان بالمعلا .. ولان لي معرفة سابقة به من خلال مشاوري الكروي برفقة ألوان الميناء “عشقه وهيامه” فقد دار بيني وبينه حديث اقسم بالله انه يبكي القلوب .. وقد كنت يومها أفكر في تسطير ما يمكن إرضاء للضمير وبعث رسالة لمن عرفوه نجما كبيرا وأسطورة .. إلا إن ويلات الحرب وتبعات الغزو الحوثي لعدن حال بيني وبين ذلك .. وها اناوبعد ان عرفت خبر وفاته بعد ايام كثيرة من تحرير عدن .. أترحم عليه واسأل الله أن يسكنه الجنة.
في الحديث عن النجم الكبير الذي فارقنا أمور عدة أبرزها وأهمها ولكي تعرف الأجيال .. انه فلتة زمانه في مركزه في مواقع الدفاع .. لاعب من كبار القوم وصناع الفارق في التعامل مع الخصم الباحث عن شباك مرماه .. ففيه القوة والحضور والذهنية والقدرة على صناعة الهجمة والذهاب بها برفقة الزملاء في باقي الخطوط .
من الأشياء التي اذكرها وربما يتذكرها من رافقه في احد المباريات التي خاضها منتخب عدن في جمهورية مصر العربية .. انه قدم يومها أداء جميل ورائع أشار إليه مدرب الفريق المصري واعتقد أن لم تخني لذاكرة بما سمعته .. أن الخصم كان الاسماعيلي الذي حقق نتيجة كبيرة على لاعبونا .. أن فنيات الهتاري وقدراته لفتت مدرب الفريق الذي تسال يومها .. هل هذا اللاعب أجنبي في صفوف منتخب عدن ؟ عطفا على ما قدمه في اللقاء .
كثيرون تحدثوا معي عن ” الفقيد” رحمة الله عليه .. فقد سمعت الكابتن جمال حبيشي يوصفه بالشيء الكثير .. بأنه لاعب من ذوي القدرات التي يرتفع نسقها في المباراة لتصل إلى أفضل المستويات.
الهتاري الذي عابه مزاجية الأوقات وهو ما عطل ربما ذهابه إلى ابعد مما كان ، لأنه امتلك جمال الأداء الذي يؤهله إلى أن يكون لاعبا في أندية عربية كبرى .. لنا في قصة مشواره كثير من الأشياء التي ربما لم نشاهدها إلا إننا توارثناها من الأجيال .. ففيه القيمة وفيه الذكاء وفيه الروح وفيه العطاء وكل ذلك ينطوي تحت شخصية لاعب كرة القدم القادر على إعطاء موقعه في إطار المجموعة حالة من الإشباع الكروي الباهر الذي يقف على مقربة من كل الإطراف ، لينال الإعجاب حتى من الخصوم الذين يواجههم .
آخر السطور هنا .. في عدن للأسف غابت الأخلاق عند البعض .. لا يقول البعض لماذا .. لان هناك من كان على علم بوضعية الفقيد قبل رحيله ولم يحرك ساكنا .. مات في سكون وربما بعض من زاملوه وأصدقاءه لا يعلمون انه توفي إلا إذا قراؤ هذه المساحة التي أردت فيها أن احكي قصة نجم كبير هو نموذج لكثيرون لا يقلون عنه في العطاء الذي قدموه بعضهم رحل والأخر ينتظر ساعة المولى .. بعدما أدارت الدنيا لهم ظهرها وغاب الصديق والصاحب والأخ والمحب .. وظهرت قسوة الحياة بألوانها.
المصدر: عدن الغد